سوسن جمال عبد السميع ومحمد فتحى الشحات وخالد مدلله محمود النوايسه

خلاصة

اشتملت هذه الدراسة على أربعة أغوار تقع على الحواف الجنوبية الشرقية للبحر الميت وقد تم تقييم المياه السطحية والجوفية بالخزان الجوفى السطحى بمناطق عسال والمزرعة والصافي وكذلك الخزان الجوفى العميق بمنطقة الحديثة نتيجة تغير ملوحة المياه وتدهور نوعيتها نظرا لازدياد السحب من الخزانات الجوفية وقد استخدمت لتلك الدراسة الدلائل الكيميائية والنظائرية لتحديد التطور الكيميائى للمياه ومصادر التملح بها.
أوضحت النتائج النظائرية للأكسجين-18 والديوتريوم أن مياه الأمطار والسيول المتساقطة على المرتفعات الجنوبية الشرقية وكذلك المياه المتدفقة خلال الأودية هى المصدر الأساسى لشحن الخزان الجوفى السطحى فى مناطق عسال والمزرعة بينما يرجع شحن المياه الجوفية بمنطقة الصافى إلى اختلاط مياه ذات شحن حديث وأخرى قديمة وتمثل المياه الجوفية بالخزان الجوفي العميق بمنطقة الحديثة العصر المطير القديم ويعزي ذلك إلى التناقص الملحوظ فى قيم الأكسجين-18 والديوتريوم.
أوضحت النتائج الكيميائية للعينات أن مياه الجريان السطحى تحوى أقل النسب للأملاح المذابة بينما ترتفع هذه النسب إلى حد كبير بمياه المصارف ويرجع ذلك إلى صرف المياه المتبقية من استخلاص الأملاح من مياه البحر الميت وتعتبر المياه الجوفية بالخزان السطحى بمنطقـة الصافى هى الأقل ملوحة عن مثيلاتها فى منطقتى المزرعة وعسال ويعزى ازدياد نسب أيونى الكالسيوم والمغنسيوم إلى ذوبان الصخور الكلسية والدولوميتة والتى تصل فى المياه إلى حد التشبع فيما عدا المياه القديمة بمنطقة الحديثة وذلك لاختلاف المعادن المكونة لصخور الخزان العميق واختلاف الآس الهيدروجينى للمياه، وقد لوحظ سيادة الأصل البحري للمياه وذلك لظهور أملاح كلوريد الكالسيوم والماغنسيوم بالمياه بالرغم من سيادة الشحن المطري للخزانات الجوفية ويرجع ذلك إلى تأثر المياه الجوفية بالبحر الميت أما بالخلط أو بالإذابة.
أثبت الاختلاف الكبير للقيم النظائرية للمياه الجوفية ومياه البحر الميت عدم تداخل المياه البحرية إلى كلا الخزانين الجوفيين وإنما يرجع ازدياد الأملاح المذابة إلى ذوبان الأملاح البحرية المنتقلة من البحر الميت والمترسبة بين الطبقات الأرضية بينما يعتبر التبخر هو السبب الرئيسى لازدياد الأملاح فى مياه الجريان السطحي.